أنطلاق ندوة المجامع العلمية في الشارقة

 

أستهلت مساء أمس الأثنين الموافق 23 أغسطس فعاليات اليوم الأول للندوة الفهقية المتخصصة، التي ينظمها المنتدى الإسلامي في الشارقة، تحت شعار " المجامع العلمية " حيث تناولت عدد من الجوانب البارزة حول دور المجامع الفقهية، في شؤون الفتوى والأحكام الشرعية المسلمين عامة، وأهمتيتها المتصلة بالأسرة والأحوال الشخصية، وفي تنظيم علاقات الحياة الزوجية، وما يتصل بها من أحكام في العقود التجارية والمعاملات الشرعية المعاصرة، وهذا وتستمر الندوة على مدار يومين، وتعقد أفتراضياً بمشاركة لفيف من الطلاب والدارسين من مختلف المؤسسات العلمية والأكاديمية في دولة الإمارات، ومن خارجها عبر قناة اليوتيوب الخاصة بالمنتدى.

أستعرض أ.د خليفة بابكر – رئيس قسم الشريعة الإسلامية بجامعة الخرطوم -، خلال المحاضرة الافتتاحية ورقة بحثية مميزة بعنوان " المجامع العلمية : مفهومها ومميزاتها وطرق الإستفادة منها "، وأوضح أن العالم الإسلامي يحتضن العديد من المجامع الفقهية، منها: المجمع الفقهي الإسلامي ومجمع الفقه الإسلامي الدولي (المملكة)، مجمع الفقه الإسلامي (الهند)، مجمع فقهاء الشريعة (أمريكا)، المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث (إيرلندا)، مجمع البحوث الإسلامية (مصر)، والمركز العالمي للتجديد والترشيد (لندن) .

 

وبين أ.د بابكر أن أهمية الكبرى للمجامع العلمية في دراسة كل ما يتصل بالبحوث الإسلامية، ومحاولتها تقديم حلول شرعية للمجتمع المسلم، وتتميز بجهودها العلمية المستفيضة في الدراسات الفقهية المتخصصة، والوصول للقرارات المجمعية الرصينة، ولها الاستقلالية العلمية في الوسائل، وفي اختيار أعضائها من الفقهاء والخبراء والمتخصصين بصفات تتناسب مع دورها الفقهي والعلمي.

 

وأكد أ.د خليفة على للمجامع دور ريادي على مر التاريخ، حيث اهتمت بما يحتاجه المسلمون من قضايا في حياتهم المجتمعية، ودرست المسائل الفقهية المستجدة بواقعية، فوحدت المجتمعات الإسلامية بفتاواها وقراراتها وتوصياتها الرزينة، وكما أثرت على اتفاق آراء العلماء والحد من الخلافات الفقهية، ولذا فإن إنشاء المجامع الفقهية مقصداً شرعياً هاماً.

ونبه إلى مسألة الاجتهاد الجماعي الذي تمارسه مجامع الفقه الإسلامي المعاصرة، يعد معلماً مميزاً من معالم مسيرة الفقه الإسلامي في العصر الحاضر، موضحاً أن "وجود هذه المجامع وصدور الآراء الفقهية الجماعية عنها يعطي قوة للفقه الإسلامي، وخاصة أن المجامع الفقهية تتصدى لكثير من النوازل الفقهية والممستجدات المعاصرة، وهذا يجعل الفقه الإسلامي قادراً على مواجهة تطور الحياة العصرية".

وأشاد ختماً أن هذه المؤسسات تمارس دورها الشرعي كما يجب ، وتسهم في تبصير الناس بحقائق النوازل المعاصرة وتجديد الثقافة الإسلامية وتوسيع نطاق العلم مستوى، وتهتم المجامع بكل ما يستجد من مشكلات تتعلق بالعقيدة، والأمور الفقهية، وأمور الدعوة الإسلامية.