المشاركون يؤكدون: الدورة العلمية الـ22 تثري معارف طلاب العلم

أشاد المحاضرون المشاركون في الدورة العلمية الصيفية الـ22، تحت شعار " طريق الهجرة " والتي ينظمها المنتدى الإسلامي في الشارقة بجامع المغفرة، وتستمر حتى الثلاثين من يونيو الجاري، بالدور الرائد للمنتدى الإسلامي في استنهاض الثقافة الإسلامية بمنهج علمي متزن، ونشرها بين فئات المجتمع المختلفة، ولا سيما طلبة العلم والدارسين من خلال المجالس العلمية والمحاضرات والدورات التعليمية المتنوعة.

وأكدوا إن الدورة العلمية " طريق الهجرة" ألقت الضوء على "الهجرة" فهي حدثاً تاريخياً عظيماً، غير ملامح التاريخ وحمل في مضمونه معاني النبل والسمو والتضحية والصبر والنصر والتوكل، مضيفين إن الهجرة النبوية تعتبر درسا للأخذ بالأسباب، وحسن التوكل على الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم، أخذ بكل الوسائل والأسباب المادية لتحقيق اهداف دعوته الشريفة.

وقال الدكتور ماجد بوشليبي أمين عام المنتدى ورئيس اللجنة العليا للدورة، إن المنتدى الإسلامي يسعى دائماً لنشر الثقافة الإسلامية بوسطية واعتدال ليكون أحد محطات العلم في العالم، وجاءت الدورة الـ22 تحت عنوان " طريق الهجرة" وقد حملت الهجرة في طيّاتها أعظم معاني التضحية والفداء والصبر والنصر من الله تعالى والصحبة الصادقة، كما تعد الهجرة النبوية محطة عظيمة من محطات الأسوة والقدوة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فيها من الدروس والأبعاد ما يعدّ أساساً لكلّ بناء وتغيير حضاري في مستقبل الإسلام.

وأشاد د. علي عبد العزيز سيور أستاذ التفسير وعلوم القرآن في قسم الشريعة، بكلية الإمام مالك للشريعة والقانون في دبي، بدور إدارة المنتدى الإسلامي لاختيارها عنوان "طريق الهجرة" للدورة العلمية الـ 22، والتي تدل على ارتباطها بالواقع مبينا أن طريق الهجرة عنوان قديم وجديد لا ينتهي كأن الهجرة طريق مستمر.

وأكد أ.د عبد السميع محمد الأنيس، أستاذ الحديث النبوي وعلومه، بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة الشارقة، أن عنوان "طريق الهجرة" يعتبر اختيارا موفقا، مضيفا أن الهجرة ليست حدثا عاديا عابرا، إنما هي منهج وطريق للحياة سلكه الأنبياء والمرسلون، حيث تناول القرآن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وهجرة نبي الله إبراهيم من العراق إلى فلسطين، وهجرة الأنبياء موسى ويوسف ويعقوب، الذين هاجروا جميعهم وتركوا آثار هجرتهم في الأرض إلى يومنا هذا ليكون طريق الهجرة منهاج حياة للإنسان.

وقال د. ألبان محفوظ الإدريسي، أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة القاسمية، إن له الشرف بالمشاركة في الدورة العلمية "طريق الهجرة" والتي تعتبر اختيارا حكيما، موضحا أن الهجرة النبوية انتقال من المرحلة المكية إلى المرحلة المدنية، التي ترتب عليها إقامة الدولة بجميع أركانها وما صاحبتها من أحداث ودروس وعبر، تفيد الإنسانية في كل الأوقات.

تجدر الإشارة الى أن د.حافظ عبد الرحمن محمد خير بابكر- أستاذ الفقه المالكي في قسم الشريعة، بكلية الإمام مالك للشريعة والقانون في دبي، قدم المحور السادس "الأحكام الفقهية والأصولية المستنبطة من الهجرة" وأشار خلاله الى أن الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة، فيها عدد من الأحداث التي غيرت مسار الدعوة الإسلامية وتاريخها، وهي كغيرها من الأحداث التي مرت بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسائل والأحكام الفقهية التي انفردت بعدد، لذا فإن علماءنا استنبطوا منها أحكامًا فقهيةً، وحِكَمًا وآدابًا، منها ما يتعلق بجانب القيم والأخلاق، ومنها ما يتعلق بمسائل التوحيد، ومنها ما يتعلق بالأحكام الفقهية، وتناول الباحث أهم الأحكام التي وردت في الهجرة النبوية الشريفة، وناقشها نقاشا علميا، مع بيان آراء الفقهاء فيها.