الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي عبد الله ورسوله واله وصحبه وسلم، وبعد:
فبفضل من الله وتوفيق منه، ومن ثم دعم وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة غذا المنتدى الإسلامي بالشارقة أداة مهمة من أدوات العمل الإسلامي الرصين المعتدل، ورافدا مهما من روافد الثقافة الإسلامية المعتدلة، مشكلا بذلك تكاملا مع مؤسسات المجتمع لتنمية الإنسان وبناءه من الجانب الروحي والفكري، وعاملاً لنبذ لكل ما تمثله أفكار التعصب والتطرف من معاول هدم للأفراد والمجتمعات.
ويظهر تأثير المنتدى جلياً من خلال ما يقدمه من برامج ويستضيفه من علماء ومتخصصين في علوم الشريعة والاجتماع والقانون، بالإضافة الى رعاية الشباب وتوفير سبل العلم والعمل والبحث والرعاية؛ شغلاً لأوقات الفراغ بالمفيد من وسائل العلم وأدواته والرياضة الجسمانية، عبر توفير فعاليات وساحات ومبان رياضية.
كما يحتوي مقر المنتدى على صالات للدرس، ومسرح للمحاضرات، ومكتبة هي فريدة من نوعها؛ تحوي على الكثير من المصنفات والدراسات والعلوم في مجال الثقافة الإسلامية، ولربما قل نظيرها إذ تحوي في مكان واحد مما يمكنِّ طلبة الدراسات العليا والبحاثين المتخصصين من إنجاز بحوثهم بيسر وراحة.
إن ما يقدمه المنتدى الإسلامي بحكومة الشارقة لازال يشكل رافدا مهما ومكملا للدراسات الأكاديمية في الجامعات، ويعد تنوعاً في أطر مختلفة المستويات تشمل: علوم الآلة، ومتون العلم، والإجازات في الرواية والدراية، وشروحا لأهم منظومات العلوم والكتب، وتشجيرات للمعارف في سبيل تيسيرها على الدارسيـن.
وقد حرص المنتدى خلال السنوات الطويلة من عمله على مسألتين: أولاهما أن يحقق التكامل بين العلوم، وهو من الأمور المهمة جداً في دعم وتأسيس طالب العلم، وفي دراسة أقامها المنتدى تبين أن مجمل ما يتحصل لطالب العلم في تخصص واحد طرحة المنتدى خلال سنوات خمس يتجاوز تحصيلا أكاديميا لذلك التخصص. وثانيهما: حرص إدارة المنتدى على توثيق برامجها سواء كانت في مقرّ المنتدى أو في أماكن مختلفة، وذلك عن طريق كتاب أو مادة علمية مشروحة ترافق للدروس وعن طريق بث حيّ على شبكة الإنترنت، مما شكل لديها رصيدا مهما ومتنوعاً من الدروس والبرامج العلمية المسجلة بالصوت والصورة والمرفوعة على شبكة الإنترنت يعود تاريخها لأكثر من خمسة عشرة سنة من الجهد العلمي الموثق، يشترك فيه أكثر من ثلاثين ألف عضو، ليصل عدد مشاهدات مواده إلى أكثر من ثمان مائة ألف ساعة وهو غيض من فيض لا يسع المجال للإسهاب فيه.
وقد حقق المنتدى من خلال عمله شراكات مهمة مع كثير من دور العلم ومؤسساته وحرص على إرساء الكراسي العلمية في المساجد تحقيقا لرسالته وعملا برؤية صاحب السمو حاكم الشارقة حفظه في رعاية الإنسان عقلا وروحا.

الأمين العام

د. ماجد بوشليبي